الموت

يوم زفاف حبيبتي وقفت وحيدا أسامر النيل , أخاطب قطرات مياهه ,لترد علي بخريرها الحزين تطالبني بالبكاء لتنضم دموعي لمياهه تتوحد مع قطراته أو تتوحد قطراته معها , لكني أبيت رفضت البكاء وكيف ابكي وأنا من قلت الرجل تبنية الجراح, رفضت البكاء رغم انه مطلبي قبل أن يكون مطلب مياه النيل .
التفت ليميني لمكاننا الذي أشهدنا فيه تمثالي كوبري قصر النيل وأشهدنا مياه النيل على حبنا .تذكرتها تقسم أن تكون لي ,أن تحارب الدنيا لأجلي وعني ,لكنها وفي أول حرب طالبتني بإغماد الحسام ,سأحمله عنك- قالت ورددت- واستسلمت أغمدت حسامي وإذا بخيانتها خنجر مرشوق بظهري ,ودموعها الضاحكة وضحكاتها الباكية شهود موتي. "أهلا يا بية" "أهلا يا بية" وإذا بيدها تنتشلني من أفكاري , سألتني "فين خطيبتك مستنيها ولا بتلعب بديلك يا أستاذ؟!!" ضحكت أحزاني وأجبت ساخرا زفافها اليوم , نزلت كلماتي عليها كالصاعقة تلعثمت وقالت كانها مكذبة مصدقة "كنت فاكره إن الموت بس اللي يفرق بينكوا " ووضعت في جيبي ورده حمراء كعيني ونظرت بشفقة قتلتني من جديد , وذهبت .توحدت عيني مع النيل فرأيت حبيبتي تقول لي "الموت والموت فقط من يفرق بيننا".نعم الموت والموت فقط ,وها أنا كالموتى , حي ميت وميت حي!!وأحسست أني سأصرخ قائلا حبيبتي ملعونة أنت ,وملعون حبك ......لكن صوته الحزين انتشلني ," الظروف المادية أنا لست مستعدا للارتباط".وإذا بها ترد" لا يهمني سأتمسك بك ,لن يفرق بيننا غير الموت ".نظرت اليهما ليسخر جرحي مني ومنهم , فما أشبه اليوم بالبارحة.تحركت قدماي لأعبر الطريق , وحينما عانقت الرصيف.نظرت اليهما وقلت له " ستتركك ,ستفرق الحياة بينكما , الحياة لا الموت "وفجأة وجدت جسدي ممدد على الأرض بعد أن صدمتني سيارة تذكرت إني سمعت بوقها يزعق في وأنا أحدثهما ,نظرت بائعة الورود إلي وعيونها تزرف دمعا فقلت لها بصوت متحشرج لا ألما بل حزنا (الموت)0